السلام
عليكم ورحمة الله وبركاته .
المقدمة :
الحشاشون
او الحشاشية كثيراً ما نسمع هذا الاسم وكثيراً عندما نسمع هذا الاسم يأتي في
عقولنا انهم أُناس اصحاب الهوي او المتع الذين يسكرون ويسربون الخمور
و(الحشيش)مثلاً ،علي حد تعبير بعض الناس ولكن كل ما يأتي في مخيلتكم عن هؤلاء
الناس ما هو الي محض تخيلات ليس إلا ونحن الان بصدد إخباركم من هؤلاء وكيف كانت نشأتهم
وما كان تحصص عملهم بالتحديد ولما سمو بهذا الاسم ؛ فلنبدأ .
الحشاشون
: هم جماعة شيعية انفصلت عن الدولة الفاطمية والسبب انهم أرادوا الإمامة لنزار
المصطفي لدين الله وكان ذلك في القرن 13الميلادي وكان تأسيسهم في بلاد فارس ولكن قاموا
بالهجرة الي الشام والعراق ويعد مأسس هذه الطائفة هو الحسن بن الصباح وتخذت
هذه الجماعة من قلعة آلموت المركز الاساسي لهذه الدعوة الشيعية لأمامة
نزار المصطفي .
سبب التسمية بالحشاشين :
يقال أن هذه التسمية ليس لها اساس محدد من اين جاءت ولكن يقال أنها اتت من الصليبين التي كانوا يسمون القتلة المأجورين او الاغتيالين بالأساسين
او كما يطلق عليها بالإنجليزية كلمة ،(.Assassins) ويقال أن هذه الكلمة ظلت تتحور إلي أن اصبحت من الاساسين الي الحشاشين حيث أن هذه الجماعة قد ذاع صيتها في أوروبا ايضا حيث أن هذه الجماعة كانت مزعجة للخلفاء والامراء من الدولة السلجوقية الي الدولة العباسية الي الدولة الفاطمية والايوبيين الزنكيين ومن هذا الازعاج اشهر اغتيالاتها كانت مقتل الخليفة المسترشد ونظام الملك الوزير السلجوقي وملك بيت المقدس في ذلك الوقت كونراد
لذلك كانوا مرعبي للملوك والخلفاء والحكام .
تأسيس هذه الجماعة :
كان تأسيس هذه الجماعة ما هو الي امتداد لدولة الفاطمية في الشام وبلاد فارس تحديداً حيث قام الحسن بن الصباح بتعلم المذهب الاسماعيلي الشيعي في مصر وبعد ذلك قام بمغادرة القاهرة سنة 1081 حيث بدأ رحلة في نشر المذهب الشيعي الاسماعيلي وكانت البداية في بلاد فارس وبالتحديد في الشمال الفارسي في منطقة الديلم وفي هذه الفترة قام بجلب الانصار اليه ؛ وفي هذه الفترة ظل يبحث عن مكان تكون فيه القاعدة المركزية لنشر هذه العقيدة وتكون مركز الاغتيالات والعمليات وكان المكان الانسب هو قلعة آلموت
حيث أن هذه القاعدة كانت المكان الانسب لتكون قاعدتاً للحشاشين او كما كانوا يعرفون بالإسماعيليين في ذلك الوقت وكان امر السيطرة علي القلعة لم يكن بالأمر الهين ولكن استطاع الحسن الصباح الدخول لها عن طريق بعض المعاونين له وستطاع بعد فترة احكام السيطرة عليها بفضل اتباعه وقام بأخراج مالك هذه القلعة بعد أن اعطاه 3000دينارا ذهبياً ثمنا لهذه القلعة وبهذا اصبح سيد هذه القلعة وظل فيها مدة 35سنة حتي موتة وكما قلنا انهم كانوا يمثلون امتداد للدولة الفاطمية في مصر قبل حدوث الانشقاق عن الدولة الفاطمية .
سبب الانشقاق عن الدولة الفاطمية :
كان لانشقاق حسن الصباح وجماعته عن الدولة الفاطمية عددت اسباب اهمها العداء الشديد لبدر الدين الجمالي الذي كان حاكماً لعكا في ذلك الوقت والسبب في ذلك العداء أن حسن الصباح كان قريبا من الخليفة ؛حيث استعان به الخليفة المستنصر بالله في حكم مصر بسبب الاوضاع الداخلية الحرجة وأيضاً الخارجة وفعلاً ساعده بدر الدين الجمالي في ذلك وعدت الدولة الي قوتها ولكن كان لبدر الدين مخططات اخري حيث ابعد حسن الصباح عن الخليفة ليكون مرتاحاً في مخططاته لان حسن الصباح كما قلنا كان قريبا من الخليفة وهذا ما أزعج حسن الصباح وايضاً كان من مخططاته السيطرة علي الحكم حيث عين ابنه الافضل شاهنشاه في الوزارة ليشاركه فيها وبعدها توفي بدر الدين وتولي ابنه الوزارة بتعيين من الخليفة المستنصر بالله وبعد موت المستنصر بالله قام الافضل بالانقلاب علي الحكم بتعيين الابن الاصغر للمستنصر وهو احمد بدلا من الابن الاكبر وهو نزار المصطفي لأنه كان صغير السن ويمكن السيطرة عليه من قِبل الافضل ؛ فقام نزار بالهرب الي الاسكندرية وقام بثوره نجحت نجاحاً بهارا ولكن عندما وصلت الي اعتاب القاهرة واجه نزار المصطفي الافضل واستطاع الافضل اسر نزار وسجنه وقتلة ؛ ولكن علي الجهة الاخرى قام الحسن الصباح بالقيام بثوره عادت فيها الافضل حيث أن الخليفة المستنصر بالله قد قال لحسن الصباح أن الخليفة القادم هو نزار لذلك لم يتهاون الحسن الصباح لحظه عن معاونة نزار لذلك قام بالثورة علي الافضل في مصر وأنشق هو وجماعة عن الحكم في مصر وسموا انفسهم بعد مقتل نزار بالإسماعيلية النزارية وبعد مرور فترة من الزمن استطاعوا ان يغتالوا الافضل سنة 1121وفي عام 1130قاموا باغتيال الامر بأحكام الله في القاهرة من قبل 11من الحشاشين .
حُكام الحشاشين وأهم اعمالهم :
•الحسن الصباح الذي حكم من (1094م- 1124م ) .
•حيث في عصره كان انتشار الدعوة الاسماعيلية بشكل كبير ووجدت الكثير من المناصرين لها وحيث قامت الثورة في أيران السنية علي الدولة السلجوقية بغرض الاستقلال عنها وكان الإسماعيليين هم الداعمين الاكبر لهذه الثورات حيث اقاموا ثوره في منطقة هوكستان الواقعة بين إيران وأفغانستان وفعلاً نجحت هذه الثورة وتلاتها الكثير من الاقاليم مثل شوشان وطبس وغيرها من الاقاليم ادت هذه النجاحات الكبيرة للإسماعيليين في ثوراتهم حيث انهم لم يعودوا متخفين بين الناس في الثورات بل اعلنوا انفسهم بأنهم منظمين لهذه الثورات وقائدوها وذلك يرجع لان الكثير من الشعب الإيراني اصبحوا اسماعيليين وأدا هذا الي قلق كبير عن السلطان السلجوقي ووزيره نظام الملك وتذكروا نظام الملك ؛ المهم ؛ قام السلطان السلجوقي بتنظيم جيش كبير لفض هذه الثورة الاسماعيلية وقاموا بمحاصرة قلعة آلموت ولم يكن في تلك القلعة غير حسن الصباح وستون شخصاً معه ولكن نجحوا في التصدي للجيش السلجوقي بسبب الطبيعة الصعبة وتضاريس القلعة التي كانت منيعة والتي كان ارتفاعها يصل 6000مترعن سطح البحر وكان الوصول إليها عن طريق واحد وشديد الانحدار وايضاً مما انجح هذا التصدي قام الثور من سكان مدينة رود بار بالهجوم علي الجيش السلجوقي مما ادا الي تراجع الجيش السلجوقي وقام بالانسحاب وفي ذلك الوقت قام الاسماعيليين او ( الحشاشين ) باغتيال وزير الدولة السلجوقية نظام الملك في عام 1092م
وظلت الدعوة الاسماعيلية في الزيادة والانتشار حتي وظلت الي اصفهان عاصمة الدولة السلجوقية ولكن في ذلك الوقت كان قد مات السلطان ملكشاه سلطان السلاجقة وظلت الدعوة في تزايد مستمر حتي استطاعوا رد القوات السلجوقية من رود بار وظلت الدولة السلجوقية تحاصر الاسماعيليين في معاقلهم والاسماعيليين في مقاومة مستمرة حتي اتي الوقت الذي اصبح للحشاشين دولة داخل دول في خرسان وفي إيران والعراق وقام بعمل دويلات مستقلة في الشام وفارس تحت حكمهم ؛ عندما مرض الحسن الصباح شعر بأن موته قد جاء فأوكل إلي رفيق دربة بزارجميد وتوفي الحسن عام 1124م .
•حكم بزارجميد (1124-1138)م .
بعد موت الحسن الصباح فرح أعداء الإسماعيليين
كثير بذلك الامر وامر السلطان السلجوقي سنجار بالكثير من الهجمات علي الاسماعيليين
ومعاقلهم ولكن السلاجقة لم يستطيعوا الحسم في هذه الهجمات الكثيرة ولكن
الاسماعيليين سددوا ضربة موجعة لسلاجقة حيث قاموا باغتيال الوزير السلجوقي معين الدين كاشي وزير الدولة السلجوقية فأدا ذلك
الي تراجع الدولة السلجوقية كثيراً وبعدها ظلت الدولة الاسماعيلية بالتوسع حتي مات
بزار جميد عام 1138م وتولي من بعده ابنه محمد
بن بزار جميد ولكن لم يكن هناك الكثير من الاحداث في عصره إلا المزيد من
الاغتيالات الكثيرة من اعدائه من السلاجقة والعباسيين وغيرهم وظلوا يتوارثون حتي وصلوا
الي ركن الدين خورشاه .
• ركن الدين خورشاه (1255-1256) .
في تولي ركن الدين لحكم الاسماعيليين وجه هو
الخطر الاكبر لإسماعيليين خاصه وللعالم عامه وهم المغول او التتر حيث أن المغول اجتاحوا الدولة
السلجوقية وقضوا عليها وعلي الدولة الخوارزمية وأنهوا عليهم ايضاً وكان الزحف
التالي الي الاسماعيليين ودولتهم ولكن ابدا الاسماعيليين تصدي ادي الي افشال التتر
فشلا ذريعاً وهذا مالا يعرفه الجميع ولكن قام ركن الدين بالاستسلام مخافة قتل
الاسماعيليين وقتله ايضاً ؛ وفي هذه الاثناء اعجب هولاكو قائد المغول بقلعة آلموت وذلك بسبب
هندستها المعمارية الرائعة وأمر بهدم هذه القلعة لكي لا تكون مركزاً للتصدي للمغول
وحتي بعد استسلام ركن الدين تم قتله وقتل عائلته وقتل المغول الاف كثيرة من
الاسماعيليين حتي افنوهم ولم يتبقى منهم الي القليل وظل المغول يبحثون علي
الاسماعيليين في أي مكان لقتلهم وكانت هذه هي بداية النهاية للإسماعيليين او
(الحشاشين).
نهاية طائفة الحشاشين :
أدا الهجوم المغولي علي الدولة الإسماعيلية الي اضعفها بشده وحيث انهم حاربوا مع غيرهم من المسلمين في مواجهة المغول ولكن بعد هزيمة المغول علي المماليك في مصر بقيادة سيف الدين قطز تولي من بعده الظاهر بيبرس الذي ساعد قطز في هزيمة التتر ولكن بعد وصولة الي السلطة اصبح الإسماعيليين يدنون بالولاء وحيث اصبحوا يبعثوا بالسفارات والهدايا ولم يكن الظاهر بيبرس لهم العداء ولكن فرض عليهم دفع الجزية مع غيرهم في الشام ولم يستطع الحشاشين منع هذا الامر وذلك لانهم اصبحوا ضعاف وايضا تذكروا ما حدث لإخوانهم في فارس وبعد ذلك اصبح الظاهر بيبرس،
يقوم بتغيير زعماء الاسماعيليين وفي نهاية الامر اصبحت الاسماعيليين تحت امرت الظاهر بيبرس المباشرة وظلت هذه الفرقة في التلاشي واحتلال قلاها من قِبل الظاهر حتي انتهي ما يعرف باسم الحشاشين او الاسماعيليين .
تعليقات
إرسال تعليق
اكتب تعليقك علي الموضوع لتحثنا علي التطور